صغيرة
شؤون صغيرة 00
تمر بها أنت 00 دون التفات
تساوي لدي حياتي
جميع حياتي00
حوادث00 قد لا تثير
اهتمامك
أعمّر منها قصور
وأحيا عليها شهور
وأغزل منها حكايا كثيرة
وألف سماء00
وألف جزيرة 00
شؤون 00شؤونكَ تلك
الصغيرة
فحين تدخن 00أجثو أمامك
كقطتك الطيبة
وكلي أمان
ألاحق مزهوة معجبة
خيوط الدخان
توزعها في زوايا المكان
دوائر00
دوائر00
وترحل في أخر الليل عني
كنجم , كطيب مهاجر
وتتركني يا صديق حياتي
لرائحة التبغ والذكريات
وأبقى أنا 00في صقيع انفرادي 00
وزادي أنا 00 كل زادي
حطام السجائر
وصحن يضم رماداً00
يضم رمادي00
وحين أكون مريضة
وتحمل أزهارك الغالية
صديقي إليّ00
وتجعل بين يديك يدي
يعود لي اللون والعافية
وتلتصق الشمس في وجنتي
وأبكي 00
وأبكي00
بغير إرادة
وأنت ترد غطائي عليّ
وتجعل رأسي فوق الوسادة
تمنيت كل التمني
صديقي 00لوأني
أظل 00أظل عليه
لتسأل عني
لتحمل لي كل يوم 00
وروداً جميلة 00
وإن رن في بيتنا الهاتف
إليه أطير
أنا يا صديقي الأثير
بفرحة طفل صغير
بشوق سنونوة شاردة
وأحتضن الآلة الجامدة
وأعصر أسلاكها الباردة
وأنتظر الصوت 00 صوتك يهمي عليّ
دفيئاً , مليئاً , قوي
كصوت ارتطام النجوم
كصوت سقوط الحلي
وأبكي 00 وأبكي00
لأنك فكرت فيّ
لأنك من شرفات الغيوب
هتفت إليّ
ويوم أجيء إليك
لكي أستعير كتاب
لأزعم أني أتيت
لكي أستعير كتاب
تمد أصابعك المتعبة
إلى المكتبة
وأبقى أنا في ضباب الضباب
كأني سؤال بغير جواب
أحدق فيك وفي المكتبة
كما تفعل القطة الطيبة
تراك اكتشفت؟
تراك عرفت ؟
بأني جئت لغير الكتاب
وأني لست سوى كاذبة
وأمضي سريعاً إلى مخدعي
كأني حملت الوجود معي
وأشعل ضوئي
وأسدل حولي الستور
وأنبش بين السطور , وخلف السطور
وأعدو وراء الفواصل , أعدو
وراء نقاط تدور
ورأسي يدور
كأني عصفورة جائعة
تفتش عن فضلات البذور
لعلك 00 يا00يا صديقي الأثير
تركت بإحدى الزوايا
عبارة حب صغيرة
جنينة شوق صغيرة
لعلك بين الصحائف خبأت شيا
سلاماً صغيراً 00يعيد السلام إليا
وحين نكون معاً في الطريق
وتأخذ من غير قصد ذراعي
أحس أنا يا صديق
بشيء عميق
بشيء يشابه طعم الحريق
على مرفقي
وأرفع كفي نحو السماء
لتجعل دربي بغير انتهاء
وأبكي 00
وأبكي 00
بغير انقطاع
لكي يستمر ضياعي
حين أعود مساءً 00 إلى غرفتي
وأنزع عن كتفي الرداء
أحس – وما أنت
في غرفتي –
بأن يديك
تلفان في رحمة مرفقي
وأبقى لأعبد يا مرهقي
مكان أصابعك الدافئات
على كم فستاني الأزرق
وأبكي00
وأبكي 00
بغير انقطاع